صناعة الفقر في العالم
تعريف صناعة الفقر
كون انني بمجرد ان اذكر كلمة (صناعة) هذا يعني انها تحتاج الى جهد
والى تكاتف و ربما الى الانفاق ولكن في سبيل
ماذا ؟
هل من اجل صناعة الفقر .. و من
هم الذين يسعون لصناعة الافقار ؟ وماهي المصلحة من ذلك ؟ ومن يستهدفون ؟
لو افترضنا ان لديك منتج او سلعة تستطيع تسويقها و بيعها في السوق
فهناك ثلاثة امور
الامر الاول اما ان تعود
بالفائدة وتدر ارباحا وهذا بدوره سيسوقك الى تنمية مشروعك واستيعاب ايادي عاملة .
الشيء الذي سيعود بنتيجة جيدة جدا في محيطك وهي
القضاء على نسبة من الفقر في محيطك.
الامر الثاني هو ان المنتج غير مرغوب فيه و لا تجد له رواجا او تسويقا
لشرائه واستهلاكه . والذي حتما سيعود بعدم الفائدة و ستكون الخسارة هي النتيجة
الحتمية.
الامر الثالث هو ان منتجك
مرغوب و الاسواق تستوعبه و الاقبال على شرائه
كبير . لكن عندما تجد ان هناك طرف يجبرك على تقليص سلعتك في السوق بما
يتناسب مع احتياجك لتغطية نفقات التكلفة
أو إجبارك على تخفيض سعره اما قسرا او بظهور منافسين يبيعون نفس منتجك
بمبالغ ضئيلة لا تغطي اسعار التكلفة .
والحقيقة ان الامر الثالث هو السائد والمعمول به في عالمنا بل ان هناك
من ينفق بسخاء لدعم سياسة الافقار في جغرافية معينة و الاهداف لها اسبابها المتعددة و الخفية .
صناعة الافقار لا تقتصر على الجانب التجاري او الاقتصادي . في القرن
الواحد والعشرون له مختصين يديرون هذه الصناعة باحترافية في العالم و بأكمل وجه . فمنهم من لديه التأثير في المجال
الاقتصادي واخر في المجال السياسي وايضا في المجال النفسي وحتى في المجال الاجتماعي و بترسيخ فكرة التفكك
والكراهية و الطائفية و غيرها .
الشيء المرعب الذي قد لا نستوعبه اننا اذا افترضنا ان هناك رقعة
جغرافية يريد صناع الفقر استهدافها فإنهم
سينفقون اموال طائلة اكثر بكثير من تلك الاموال الذي لو انفقوها لتأمين العيش في
رغد ورخاء لسكان هذه الرقعة .
الصفات الوراثية للفقراء
هناك اعتقاد قوي بأن الاختلافات في المجتمع بين أولئك الذين كانوا فقراء وأولئك الأغنياء وأولئك الأذكياء كل شيء في الجينات أن الداخلي هو الذي يحدد كل شيء وليس خارجي يتعلق بشيء ما يتعلق بالسياسة أو يرى المجتمع ولكن علم الأحياء داخلي ولذا فإن كل وجهة يحددها الجين الوراثي لأنه موجود في خلايانا .
أعتقد أنه من المهم تفجير أسطورة الجينات وهو اعتقاد خاطئ يجعلنا نعتقد أن الجينات يمكن أن تفعل أي شيء وكل شيء ومسؤول عن أي شيء وكل ما نقوم به ويحدث في حياتنا ، تدعي دراسة جديدة أن المتغير الجيني مسؤول عن الغش والسلوك غير الشرعي ، هل أنت ليبرالي أو متحفظ في كلتا الحالتين ربما تكون قد ولدت استعدادًا لذلك تقود بطريقة أو بأخرى وفقًا لجيناتك ، فأغلبنا متوافقون في الصفات الوراثية واتحدث هنا عن الاشخاص العاديين او الطبيعيين الذين لديهم الصفات التي لا تتجاوز البعد السلوكي للإنسان .
المساعدات الانسانية للفقراء
صناعة الفقر في افريقيا
في القرن الرابع عشر ، كانت إفريقيا غنية مع شرق إفريقيا المرتبط بتجارة المحيط الهندي بينما كانت غرب إفريقيا موطنًا لأغنى شخص عاش على الإطلاق: رجل اسمه مانسي موسى.
في حين أن العديد من المؤرخين عبر التاريخ قد خلصوا إلى أن إفريقيا بالكاد لديها أي تاريخ بعيدًا عن المومياوات والأهرامات ، فمن المهم أن نتذكر أنه بالنسبة لمعظم التاريخ ، كان جزء كبير من إفريقيا مرتبطًا جيدًا ببقية العالم مثل أوروبا أو آسيا. لقد طوروا علم المعادن الذي كان على قدم المساواة مع أوروبا وآسيا ، وطوروا نظريات رياضية معقدة ، وكان لديهم أنظمة معقدة من الحكومات مع دول المدن ، والممالك ، والإمبراطوريات. إذن ما الذي تغير؟
في القرنين الرابع عشر والخامس عشر ، بدأ ازدهار إفريقيا يتراجع عن بقية العالم. كان هذا بسبب إمبراطوريات أوروبا الغربية. في البداية ، جاء التجار الأوروبيون إلى غرب إفريقيا لتجارة الملح مقابل الذهب والعاج. أبحر الأوروبيون في وقت لاحق حول إفريقيا للوصول إلى آسيا. نتيجة لذلك ، أصبحت غرب إفريقيا موقعًا مهمًا للتجار الأوروبيين لتخزين الإمدادات في طريقهم من وإلى آسيا. بعد فترة وجيزة حاول الأوروبيون الذهاب إلى شرق آسيا مباشرة عن طريق عبور المحيط الأطلسي ... لكنهم بدلاً من ذلك عثروا على الأمريكتين. أقام الأوروبيون مستعمرات في هذه الأمريكتين .
وستكون لهذه المستعمرات نفس نظام الحكم في أوروبا: مع النبلاء والبارونات ورجال الدين والفرسان والفلاحين. لكن كان لدى هؤلاء الأوروبيين مشكلة: الأمريكيون الأصليون ، الذين كان من المفترض أن يصبحوا فلاحين جدد ، كانوا يموتون من أمراض مثل الجدري والحصبة والطاعون الدبلي وغيرها الكثير. والفلاح الميت هو فلاح غير منتج ، فأين سيجد فلاحين جددًا للمستعمرات الأمريكية؟
لقد وجدوها في أسواق الرقيق في غرب إفريقيا. في ذلك الوقت ، كان غرب إفريقيا يتمتع بالرق ولكنه لم يكن نوع العبودية الذي نفكر فيه كثيرًا. غالبًا ما يتمتع العبد بحقوق مماثلة لغير العبيد ، ولم يكن أطفالهم عبيدًا لأنفسهم تلقائيًا ، وكانوا غالبًا جزءًا من هيكل الأسرة وليسوا عاملين. وهكذا بدأ التجار الأوروبيون في شراء العبيد من غرب إفريقيا.
كان سكان غرب إفريقيا سعداء ببيع العبيد الأوروبيين لأن مناجم الذهب الخاصة بهم كانت تجف في القرن الخامس عشر وكانوا يبحثون عن طريقة جديدة لكسب المال. لكن كيف تحصل على عبيد جدد؟ حسنًا ، تذهب للحرب من أجلهم. خاضت دول أفريقية مختلفة حربًا مع جيرانها ، وأسرت مواطنيها ، ثم باعت هؤلاء المواطنين للأوروبيين.
كانت الدول البارزة التي تمارس تجارة الرقيق هي إمبراطورية غانا ، وإمبراطورية مالي ، ودولة بونو ، وإمبراطورية سونغاي . من وجهة نظر الحكام الأفارقة ، بدا هذا وكأنه صفقة جيدة: لقد كانوا يضعفون منافسيهم بينما يكسبون الكثير من المال في هذه العملية. وهكذا ، مع مرور الوقت ، تغيرت العبودية من سوق صغيرة نسبيًا حيث كان للعبيد حقوق ، إلى نظام حرب كبير حيث أصبح العبيد ممتلكات لبيعها لمن يدفع أكثر. من هنا نستطيع القول ان استهلاك الثروة البشرية المنتجة وابعادها عن اوطانها صورة واضحة لصناعة الفقر .
صناعة الفقر في الشرق الاوسط :-
جاءت فكرة التوجه الى سياسة صناعة الفقر و امتهانها باحترافية الى كسر
تلك الشعوب العنيدة و التي تتمتع بالشجاعة وعزة النفس وعدم التفريط في اوطانها . فلن تجدي القوة
العسكرية في رقعة جغرافية يتحلى شعبها بهذه الصفات فعندما لن تستطيع كسر كبرياء شعب عسكريا فيجب ان تكسرهم نفسيا .
ولن تتم هذه الخطة الا بترشيح واختيار حكومات قائمين على رأس هذه الشعوب كمدراء للعبة من الداخل متبعين نهجا قمعيا في فرض القوانين و رؤية تضمن التوازن الذي يخدم المتحكمين و المنفذين و اللاعبين لأدوارهم . فيتم اختيار هذه الحكومات بتخويلهم حق التدخل و الاشراف في الدول المجاورة وفرضها كحكومة لها حق الوصاية لفرض ما يملى عليها او ما يخدم مصالح الاوصياء .
وليس بالخفي والمعروف منطقة الشرق الاوسط غنية جدا بموارد طبيعية تضمن الرخاء لجميع سكان المنطقة .
فكان اختيار فكرة صناعة الارهاب و التميز الطائفي والديني و اشعال الفتن والكراهية بين شعوب تلك المنطقة سبيلا سيعود باستراتيجية اضعاف وانهاك الثروة البشرية المنتجة وبالتالي اقتصادها الى جانب استهلاك قوة المنطقة عسكريا لتسهل احتلالها احتلالا ناعما ليس شرطا ان يكون احتلال عسكريا في البداية ولكن عن طريق زراعة شرطي اخر يتولى الحكم لينفذ اجندات التفكك و عدم الاستقرار .
وعند خروج الحاكم عن اراء الاوصياء اول عقوبة لا تفرض على هذا الحاكم نفسه بل تفرض على الشعوب وذلك بتشريع حصار بلدانها اقتصاديا والسير في نفس المسار لصناعة الافقار .لذلك مصطلح ( فرض عقوبات الحصار الاقتصادي) المشروع على الدول يغلب على منطقة الشرق الاوسط دون نظيره في المنطقة.
السياسة والفقراء
الفقر لا يسببه الناس، بل يُفرض عليهم، شيء يأتي من الخارج يجعل الناس فقراء ويبقيهم فقراء، وهكذا لأن النظام الحالي الذي نسميه الرأسمالية، هو في الأساس آلة امتصاص،">تمتص العصير من القاع وتنقله الى الأعلى ومع مرور الوقت تصبح الطبقة العليا رطبة للغاية والسفلى جافة.
تكملة الموضوع بالصفحة التالية .......