في عام 2012، كان ما يقرب من 85 ٪ من سكان العالم النامي يعيشون على أقل من 13 دولارًا في اليوم، وهو نفس خط الفقر الرسمي للولايات المتحدة في عام 2005 عدم المساواة يتحول بسرعة كبيرة إلى عدم المساواة في السلطة السياسية، واتخاذ القرارات في النظام السياسي فهي ذاتية التوليد حيثما تتركز الثروة تتركز القوة السياسية مما يؤدي إلى اتخاذ القرارات السياسية، التي تزيد من دورة عدم المساواة وتهميش الجمهور في معظم الدول، وليس جميعها، هناك ازدياد في عدم المساواة في الداخل وأقول معظم الدول لأن هناك بعض الدول التي تخالف هذا الاتجاه البرازيل، الأرجنتين، بوليفيا، عدد من دول أمريكا اللاتينية وهذا برأيي يدل علي أن هذه الزيادة في عدم المساواة ليست النتيجة الحتمية للقوى الاقتصادية فحسب إنها نتيجة السياسات.
الدول التي تمكنت من الحد من عدم المساواة وضعت سياسات موجهة نحو ذلك، ونجحوا في ذلك للأسف، دول كثيرة غيرها، بما في ذلك الولايات المتحدة، وضعت سياسات، كما كان من المتوقع، أدت إلى مزيد من عدم المساواة في الوقت الحاضر هناك تفاوت جديد، الناس بالكاد يعرفون أن هناك فرق بين هؤلاء الذين يفهمون وغيرهم ممن يجري التلاعب بهم.
المساعدات الحكومية
على مر السنين كانت المساعدات تستهدف الفقراء بشكل متزايد الأهداف الإنمائية للألفية، بمرامها الواضحة للحد من الفقر بمختلف أشكاله، فقر الدخل وفقر التعليم والفقر الصحي وما إلى ذلك. تلك الأهداف أدت إلى تركيز أكبر على الفقر من خلال المعونات وفي مشاريع مباشرة تتمكن من توظيف الفقراء وزيادة الإنتاجية الزراعية وسنح فرص التعليم في المدارس لأطفال الفقراء وهلم جرا.
أعتقد أن الدعم الدولي مهم جداً وفي العديد من الحالات هو ليس فقط عن كمية الدعم بل عن جودة الدعم، للأسف، وجدنا ظاهرة المساعدات المقيدة، عندما تقدم حكومات المساعدة بيد فيجب الأخذ باليد الأخرى، فتاريخياً إذا كنت تريد المال البريطاني يتوجب عليك شراء سيارات أو شاحنات لاند روفر مثلاً، وهذا النوع من السذاجة يحصل قي الوقت نفسه، وهذا ما أقصده فالأمر ليس فقط عن الكمية بل أيضاً عن الجودة .من المفترض أن الهدف هو مساعدة البلدان النامية ولكنه في الواقع لصالح الصناعات المصدرة في الدول المانحة.
كان للحكومة البريطانية مثلا فضيحة مراقبة الحركة الجوية في تنزانيا كان هذا نظاماً لمراقبة الحركة الجوية تبيعه شركة برييتيش إيروسبايس البريطانية في ذلك الوقت، لم يكن لدى تنزانيا أي طائرات عسكرية ولذا لم تكن بحاجة له إذا أخطأت الحكومة في إنفاق الأموال على نظام مراقبة الحركة الجوية عديم الفائدة .وكان من المفترض تقديم المال من أجل تمويل وزارة التعليم في تنزانيا ولتحسين نظامها التعليمي، لكن في الواقع، كانت أموال المساعدة تدقع لنظام مراقبة الحركة الجوية بدلاً من ذلك
في وقت لاحق، وبعد كشف الفضيحة رفعت دعوى قضائية تطالب بالعدالة وبالفعل تم مطالبة الشركة البريطانية بسداد الأموال إلى تنزانيا لذا فإن ربط الأموال الأجنبية في الحقيقة يعني أنه بمجرد وصولها إلى عتبة دارك، لن يكون لديك خيار آخر أنت تتظاهر بالتبرع بمبلغ 50 مليون دولار لتيمور الشرقية أو بنغلاديش ولكن في الواقع يتم إنفاق الكثير من هذا المبلغ على شراء معداتك الخاصة سواء كانت التقنية اليابانية أو التقنية الألمانية، ثم تشحنها إلى بنغلاديش وعليك إحضار المتخصصين اليابانيين أو الألمان لإجراء التقييم، والاستطلاع وجميع الدراسات، وهكذا جزء كبير من هذه الأموال تبقى هناك عندما يقولون هل تعرف أننا قدمنا مائة مليون دولاراً أضمن لك أن العديد من هذه الشركات الأوروبية تبدأ بالتفكير والاستعداد.