المعركة النفسية الخفية
الممارسات الكلاسيكية
قد نشاهد مشاهد من افلام هوليوود لتلك الإيحاءات التي تنعكس اثرها على الاعتقاد والفهم ..
مارس الدجال نشاطه على البشرية من القدم ،واتخذ اسلوب تجنيد الكيانات ذات الاهتزازات الخارجة عن نطاق حواس الانسان المحدودة، وتهيئة عقليته بالاقناع والتشويش المباشر، اما بوضعه داخل الحدث وجعل الافكار والاعتقادات التي تسللت مسبقا لتطابق ما يلامسه ذلك الشخص ،لتبدء المرحلة الاولى لاستقطاب ذلك الشخص وتجنيده لممارسة دور قد اختير في مجال يجيد اتقان عمله، ليتأثر به عامة الناس الذين يحيطون به .
قديما وجد الدجال سبيله في إيجاد تلك الشخصيات التي يركز عليها لإستقطابه، وقبول العرض للانضمام الى جنود الدجال محدود بشرط مهم وهو ان تتوفر لهذه الشخصيات صفة القيادية و المنصب او اي مسمى، من شأنه ان يكون له دور في تغيير مجريات امور او قرارات تؤثر على اكبر شريحة من العامة .
الممارسات الحديثة
عند ظهور جانب الشر لابد ان يظهر جانب الخير لتحقيق المعادلة الالهية لاستمرار المعركة و استمرار معركة الحقيقة هذه المعركة التي يجب ان ينتصر جانب الخير كما اراد لها الخالق .وهذا ما كان يفشل مخطط الشيطان منذ الأزل ليتخذ اسلوب آخر و مبتكر وحديث.
اذن لابد من ان يقصد اتباع الدجال كل فرد وقد تحقق هذا باسلوب اخر بسبب التدخل التكنولوجي وايصال الايحاء والممارسات المقنعة. فصنعت الاداة و بدأت في صنع المحتوى و العمل على تقبله و وصوله الى متناول كل فرد يعيش على الأرض.
فوجدت الاجهزة المحمولة كالجوالات، و السباق بين شركات تطوير كفاءة الهاردوير، عند تقليل و اختصار دوائره الالكترونية في حين ان شركات تطوير البرمجيات تسعى قدما لابتكار تطبيقات التواصل والتنافس في الابتكار ، والاعداد بميزات تنافسية و تزداد شعبية تطبيقات مواقع التواصل الاحتماعي ،ويصبح سكان دول العالم مصابون بهوس الارتباط بالجوالات، بل ان الاغلب لا يمكن ان يتصور حياته في ما لو ٳختفت هذه التقنيات التي اصبحت بمتناول يدي الجميع .
وكذلك من غير الراشدين و حتى الاطفال ، بالاصح ليتم مراقبة ميولك و هواياتك و نوع شخصيتك، هذا يوفر 70 بالمائة من تلك المعلومات التي يحتاجها كل من يريد ان يتحكم بعواطفك و تغيير سلوكك.
قد يسخر معظم القراء بصدد ما ذكرته . وعلى الارجح ان مفعول غرس الافكار لا يظهر تأثيره آنيا ،ولكن يكون على فترات مهيئة لقبول الفكرة وبدافع ان الجميع لديهم قناعة ،و هنا يبدأ الشك بما هو ضمن قناعاتي والبدء بالتيه و عدم اتزان الفكرة، وهنا يبدأ صراع داخلي نفسي ينتهي بنا اما بالعزف عن التفكير حول ما ولدته قناعاتنا التي هي وليدة عقولنا ،و بمساعدة تجاربنا الواقعية او الانجراف للقناعة بافكار لا تتبعنا ولا نملك تجاربها و لاتمت لواقعنا بصلة.
الوصول الى الفرد
لا شك عزيزي ان من لا تعرفهم قد يستطيعون الوصول اليك شخصيا و بمساعدة من حولك، فعند فشل تجربة التلقين عن طريق متنفذين من ابناء جلدتك، فلا بد من ايجاد طريقة من شأنها ان تضمن التواصل مع اي شخص، و معرفة افكارة و بياناته الشخصية والنفسية والايديلوجية، لتجد ما يطابق شريحتك من الناس و من ضمنهم أولئك الغرباء المؤثرين الذي قد لا تشعر بأنهم غرباء بل من السهل ان تعتبرهم أبطال.
فعند تحديد مجال ميولك واعجابك و عن ما تبحث عنه ،ستجد ان المادة التي يتبادر اليها ذهنك موجودة امامك ، وهذا ما سيرغمك على الاطلاع عليها . كما هو حال مواقع اليوتيوب و التويتر والفيسبوك وغيرها.
فلا نستطيع القول ان كل المحتوى ذو تأثير سلبي على عقلك، ولكن اذ وجدت محتوى, واحد يستهدف عقلك من بين مائة محتوى تستطيع هنا القول بأنه قد تم طرق ابواب العقل والقلب وبدأ اخذ ما لم تستوعبه من الوهلة الاولى ، و سيكون بلا شك من المسلمات التي قد سمعت بها وجزء من ثقافتك فيما لو كانت ضمن قناعتك او لم تكن كدلك لكن اريد ايصال فكرة انك في بداية الامر.
فاصبح اليوم في عالمنا مقياس المثقف هو من يملك الاطلاع عن كل شيء . و لكن لم نراعي ما يجب أن نميزه بكونه ثقافة مغلوطة او مسمومة و حفظها في القائمة السوداء و التحريض على الهدف من انتشار مثل هذه الأفكار المدمرة للنفسيات ومن ثم السلوكيات.
وعند انتشار الافكار و التقافات المغلوطة ستجد ان حقائق الامور تتبدد شيئا فشيئا حتى يصبح من يأتي بها محط للسخرية وللهجوم و تصنف الحقائق افكار شاذة و اصحابها مجانين او متخلفين .
مواجهة مشروع الموجه النفسي
لمواجهة اصحاب قوى الطاقات السلبية التي تستهدف البشرية يجب ان نكتسب مهارة في تحديد هدف موجه الفكرة و من يستهدف و ماهو محور دوران الافكار التي يريد ايصالها الى العامة.
قد تساعدني معرفة معلومات حول هذه الشخصيات مع العلم انها شخصيات نادرا جدا ما تدلي بمعلومات حول من هم ومن يتبعون الخ.
على سبيل المثال منتج ومخرج فلم او مسلسل غربي موجه الى العرب. نلاحظ ان اختيار الممثلين يكون بعناية وعن شريطة من ان نوع شحصيات الفلم يحب ن تقارب ملامحهم مع الملامح السائدة للشخصية العربية و هي خطوة مدروسة لصنع الايحاء النفسي بمجرد النظر الى شخصيات المسلسل او الفلم .
لذلك نضع في الحسبان ان الشكل للايحائي كالحماس التمثيلي او ذلك الخطاب المجلجل بكلمات رنانة سهلة الوصول الى الاذهان، هنا يجب ان لا نستبعده من الموجهات النفسية ، و نقرأ الأهداف و مايتم تسليط الضوء اليه عدة مرات و من لديه مصالح في الخوض عن هذا المحتوى، و ما يتم ذكرها كجزئيات بالموضوع دون ان يتم التركيز عليها . هذا في حالة اذا لفتت انتباهنا افكار لا تتفق مع واقعنا وليس لها صلة .
مشاهير ورواد
والان بعد ان شغلت مواقع الترويج و منصات مواقع التواصل الاجتماعي حيزا كبيرا في حياتنا و بمختلف محتوياتها و اتجاهات مواضيعها اصبح هناك رواد و مشاهير لهم قاعدة شعبية في شتى المجالات. هؤلاء يجب ان يتم تقييدهم بشروط سياسة الخصوصية التي توضع بدقة و تعتبر ضوابط تحصر من لهم قاعدة شعبية في ما يراد ان ينشر لعامة الناس من ما لا يراد ان يراه او يقرأه الناس .
رواد ومشاهير الشبكة العنكبوتية بالاخص مواقع التواصل الاجتماعي يتم اختيارهم على نفس الاداء والاختيار الكلاسيكي والذي كان سابقا يتم تجنيد الاشخاص المؤثرين على عامة الناس.
يجب ان نفهم ان هذا خطوة لنشر الطاقة السلبية الذي يغذي الشر ليزداد قوة و ينعكس نفسيا على اولائك الذين يعرفون سر المخطط الذي نتجه جميعنا صوبه و نحن تحت تأثير تخدير الغفلة.