الدين والسياسة
الدين والسياسة والعقائد والقوانين:
لاشك ان هناك ثوابت للاديان راسخة وربما الخوض في هذه الثوابت بما يتعارض معها يشكل مثارا للجدل و
يصل الى إستفزاز مشاعر معتنقين هذا الدين .
ولنستوضح ان الديانة مصدرها العقيدة و مصدر العقيدة هو التسليم والخضوع للتعاليم
الدينية و درجة الاستسلام والخضوع لهذه التعاليم والتي تحكمها العلاقة ما بين العبد
والمعبود ..
هل الدين عاطفة ام عقيدة ؟
إن اول توجه للانسان منذ ان اصبح مخلوق على هذه البسيطة هو البحث عن الخالق الذييستحق الشكر والعبادة ..
و خير مثال هو سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما وصل الى مرحلة العناء و البحث
والتفكر في البحث عن الاله الذي يستحق التقديس والعبادة ولم ييأس من البحث و
التـأمل حتى وصل يقينا الى حقيقة اله هذا الكون
وكإن هذا التوجه هي فطرة غريزية موجودة بالانسان او انها بالاصح عاطفة مزروعة في
الكيان الإنساني ولكن لا يشعر بذلك اغلب من في الارض من البشر لان معظمهم اخذو دينهم
إرث عقائدي مكتسب من النواه الاولى لتكوين الفكر وهي الاسرة و من ثم المجتمع .
والملحدون اكثر من يشعر بهذه العاطفة لانهم لم يتفقوا مع الاديان ولكن في قرار
انفسهم يدركون تماما ان السلوك الوجداني لم يتفق مع السلوك العقلي . و نكران
الاديان هي ردة فعل للوقوف بعيدا عنها و البحث في الذات الالهية ..والاغلب منهم من
يرجع خائبا بعد ان يتاكد ان الانسان مخلوق محدود القدرات العقلية و ثمة شيئ يفوق
التصور . فأمكانية العقل البشري اريد له بان يكون إمكانياته عند هذا الحد . لاسباب
تؤكد ان من خلق عقولنا بهذا الاداء هو الله اله السموات والارض لتمييز من بإمكانه نيل
الثواب و من يستحق العقاب. من ما يؤكد لنا انه عز وجل خلقنا بهذه المحدودية لاجل
الاختبار و لو منحنا قدرات لامحدودة في التحقق والتأكد من ذاته سبحانه لما عرضنا
لهذا الامتحان ولاصبح الجميع يمتلك الحجة الواضحة التي تغني عن سر نزول ابونا أدم
الى الارض.
الدين وتوجه الشعوب :
ندرك تماما ان الارتباط بالدين هو ايمان يسلم له العقل والقلب و من هذا المنطلق
كان لابد من توسيع هذا المجال و تسخيره من قبل منتفعين ليصنعوا توجهات بدافع
العقيدة بل لترسيخ هذه النزعة للاتجار على المدى الطويل. فكان لابد ان يشرعوا
قوانين واحكام لصنع العقوبة للمخالف بحجة مخالفتة للديانة .
و نرى ذلك جليا في العصور الوسطى التي عاشتها اوربا فكان قصر الملك او الحاكم لا
يخلو من الكهنة و رجال الدين الذي كان دورهم يشرعون ما يخدم الملك ليحكم قبضته
على الشعب الذي يحكمه بقوانين الكنيسة .و لعل ابرز ممارسات الكنيسة في تلك العصور
هي كالتالي : -
كان لابد من توسيع هذا المجال و تسخيره من قبل منتفعين ليصنعوا توجهات بدافع
العقيدة بل لترسيخ هذه النزعة للاتجار على المدى الطويل. فكان لابد ان يشرعوا
قوانين واحكام لصنع العقوبة للمخالف بحجة مخالفتة للديانة .
و نرى ذلك جليا في العصور الوسطى التي عاشتها اوربا فكان قصر الملك او الحاكم لا
يخلو من الكهنة و رجال الدين الذي كان دورهم يشرعون ما يخدم الملك ليحكم قبضته
على الشعب الذي يحكمه بقوانين الكنيسة .و لعل ابرز ممارسات الكنيسة في تلك العصور
هي كالتالي : -
1ـ الطغيان الديني (محاكم التفتيش):
بدء من فرض عقيدة التثليث، مروراً باضطهاد
الكنيسة لكل المخالفين لها، انتهاء بثورة مارتن لوثر المزعوم أنها (إصلاحية). يقول
برنتن: "لم يكن بوسع الكثيرين من أفراد المجتمع الغربي أن يعترفوا صراحة وجماعة
بالإلحاد أو اللارادية أو بمذهب الاتصال بالله أو بأية عقيدة أخرى غير (المسيحية) إلا
خلال القرون القلائل الأخيرة، وقد كان الكفار الذين يجاهرون بكفرهم قلة نادرة في
الألف سنة التي استغرقتها القرون الوسطى.
برنتن: "لم يكن بوسع الكثيرين من أفراد المجتمع الغربي أن يعترفوا صراحة وجماعة
بالإلحاد أو اللارادية أو بمذهب الاتصال بالله أو بأية عقيدة أخرى غير (المسيحية) إلا
خلال القرون القلائل الأخيرة، وقد كان الكفار الذين يجاهرون بكفرهم قلة نادرة في
الألف سنة التي استغرقتها القرون الوسطى.
2ـ الطغيان السياسي:
فقد تحول رجال الدين إلى طواغيت وسياسيين محترفين، وتملكتهم
شهوة عارمة للتسلط ورغبة شرهة في الاستبداد، بزعم تطبيق الشريعة وأن البابا ظل الله
على الأرض. فقد كانت الكنيسة ترى أن خضوع الملوك لها ليس تطوعاً منهم بل واجباً
يقتضيه مركزها الديني وسلطانها الروحي جاء في البيان الذي أعلنه البابا (نقولا
الأول) قوله: "إن ابن الله أنشأ الكنيسة؛ بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وأن
أساقفة روما ورثوا بطرس في تسلسل مستمر متصل..(لذلك) فإن البابا ممثل الله على ظهر
الأرض يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع (المسيحيين)، حكاماً
كانوا أو محكومين".
على الأرض. فقد كانت الكنيسة ترى أن خضوع الملوك لها ليس تطوعاً منهم بل واجباً
يقتضيه مركزها الديني وسلطانها الروحي جاء في البيان الذي أعلنه البابا (نقولا
الأول) قوله: "إن ابن الله أنشأ الكنيسة؛ بأن جعل الرسول بطرس أول رئيس لها، وأن
أساقفة روما ورثوا بطرس في تسلسل مستمر متصل..(لذلك) فإن البابا ممثل الله على ظهر
الأرض يجب أن تكون له السيادة العليا والسلطان الأعظم على جميع (المسيحيين)، حكاماً
كانوا أو محكومين".
3ـ الطغيان المالي:
يستطيع المرء أن يقول دون أدنى مبالغة أن الأناجيل (المسيحية)
لم تنه عن شيء نهيها عن اقتناء الثروة والمال، ولم تنفر من شيء تنفيرها من الحياة
الدنيا وزخرفها، وجاءت القرون التالية فشهدت مفارقة عجيبة بين مفهوم الكنيسة عن
الدنيا وبين واقع الكنيسة العملي، ونستطيع أن نلخص مظاهر الطغيان الكنسي في هذا
المجال بما يلي:
* الأملاك الإقطاعية:يقول ول ديورانت: "أصبحت الكنيسة أكبر ملاك الأراضي وأكبر السادة
الإقطاعيين في أوروبا، فقد كان دير "فلدا" مثلا، يمتلك (15000) قصر صغير، وكان دير
"سانت جول" يملك ألفين من رقيق الأرض، وكان "الكوين فيتور" (أحد رجال الدين) سيداً
لعشرين ألف من أرقاء الأرض، وكان الملك هو الذي يعين رؤساء الأساقفة والأديرة،
وكانوا يلقبون بالدوق والكونت وغيرها من الألقاب الإقطاعية، وهكذا أصبحت الكنيسة
جزءً من النظام الإقطاعي. وكانت أملاكها الزمنية، أي المادية، وحقوقها والتزاماتها
الإقطاعية مما يجلل بالعار كل (مسيحي) متمسك بدينه، وسخرية تلوكها ألسنة الخارجين
على الدين ومصدراً للجدل والعنف بين الأباطرة والباباوات".
* الأوقاف:كانت الكنيسة تملك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية باعتبارها "
أوقافاً" للكنيسة بدعوى أنها تصرف عائداتها على سكان الأديرة وبناء الكنائس وتجهيز
الحروب الصليبية، إلا أنها أسرفت في تملك الأوقاف حتى وصلت نسبة أراضي الكنيسة في
بعض الدول درجة لا تكاد تصدق، وقد قال المصلح الكنسي (ويكلف) وهو من أوائل
المصلحين: "إن الكنيسة تملك 3/1 أراضي إنجلترا وتأخذ الضرائب الباهظة من الباقي،
وطالب بإلغاء هذه الأوقاف واتهم رجال الدين بأنهم "أتباع قياصرة لا أتباع الله".
* العشور:فرضت الكنيسة على كل أبتاعها ضريبة "العشور" وبفضلها كانت الكنيسة تضمن
الحصول على عشر ما تغله الأراضي الزراعية والإقطاعيات، وعشر ما يحصل عليه المهنيون
وأرباب الحرف غير الفلاحين. يقول ويلز: "وكانت الكنيسة تجبي الضرائب ولم يكن لها
ممتلكات فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها،
وهي لم تدع إلى هذا الأمر بل طالبت به كحق".
* ضريبة السنة الأولى:لم تشبع الأوقاف والعشور نهم الكنيسة الجائع وجشعها البالغ بل
ظلت ترهق كاهل رعاياها بالرسوم والضرائب الأخرى، ولما تولى البابا حنا الثاني
والعشرين جاء ببدعة جديدة هي "ضريبة السنة الأولي" وهى مجموعة الدخل السنوي الأول
لوظيفة من الوظائف الدينية أو الإقطاعية، تُدفع للكنيسة بصفة إجبارية، وبذلك ضمنت
الكنيسة مورداً مالياً جديداً.
* الهبات والعطايا:كانت الكنيسة تحظى بالكثير من الهبات يقدمها الأثرياء الإقطاعيون
للتملق والرياء أو يهديها البعض بدافع الإحسان والصدقة، كما أنهم كانوا يخشون
غائلة غضب الكنيسة بحرمانهم من المغفرة عند الاحتضار على الأقل. وقد قويت هذه
الدوافع بعد مهزلة صكوك الغفران إذ انهالت التبرعات على الكنيسة وتضخمت ثروات
رجال الدين كما أسلفنا.
* العمل المجاني "السخرة":لم تقتنع الكنيسة ورجال الدين بامتلاك الإقطاعيات برقيقها
بل أرغمت أتباعها على العمل المجاني في حقولها وفي مشروعاتها، لا سيما بناء
الكنائس والأضرحة، وكان على الناس أن يرضخوا لأوامرها ويعملون بالمجان لمصلحتها مدة
محددة هي في الغالب يوماً واحداً في الأسبوع ولا ينالون مقابل ذلك جزاءً ولا شكوراً.
* المواسم المقدسة والمهرجانات الكنسية:التي كانت تدر الأموال الطائلة على رجال
الكنيسة، فمثلاً "في سنة 1300م عقد مهرجان لليوبيل واجتمع له جمهور حاشد من الحجاج
في روما بلغ من انهيال المال إلى خزائن البابوية أن ظل موظفان يجمعان بالمجاريف
الهبات التي وضعت عند قبر القديس بطرس".
وهكذا كانت الجماهير ترزح تحت أثقال الكنيسة وأعبائها المالية المرهقة، وكان
الملوك والأباطرة ورجال الدين الصغار يحسون بذلك أيضاً ولم يكن في وسع أحد أن يرفض
شيئاً من ذلك، فالشعب خاضع تلقائياً لسطوتها، والملوك كانوا يخشون بأسها من جهة كما
كانت بينهما مصالح مشتركة من جهة أخرى، إذ كانت الكنيسة تمدهم بأسباب البقاء،
ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لإعلان احتجاجهم. يقول تولستوي :"لقد استولى حب السلطة
على قلوب رجال الكنيسة كما هو مستول في نفوس رجال الحكومات، وصار رجال الدين
يسعون لتوطيد سلطة الكنائس من جهة ويساعدون الحكومات على توطيد سلطتها من جهة
أخرى". إذن فمصلحة السلطتين تقتضي بقاء الأوضاع على صورتها الواقعة.
لم تنه عن شيء نهيها عن اقتناء الثروة والمال، ولم تنفر من شيء تنفيرها من الحياة
الدنيا وزخرفها، وجاءت القرون التالية فشهدت مفارقة عجيبة بين مفهوم الكنيسة عن
الدنيا وبين واقع الكنيسة العملي، ونستطيع أن نلخص مظاهر الطغيان الكنسي في هذا
المجال بما يلي:
* الأملاك الإقطاعية:يقول ول ديورانت: "أصبحت الكنيسة أكبر ملاك الأراضي وأكبر السادة
الإقطاعيين في أوروبا، فقد كان دير "فلدا" مثلا، يمتلك (15000) قصر صغير، وكان دير
"سانت جول" يملك ألفين من رقيق الأرض، وكان "الكوين فيتور" (أحد رجال الدين) سيداً
لعشرين ألف من أرقاء الأرض، وكان الملك هو الذي يعين رؤساء الأساقفة والأديرة،
وكانوا يلقبون بالدوق والكونت وغيرها من الألقاب الإقطاعية، وهكذا أصبحت الكنيسة
جزءً من النظام الإقطاعي. وكانت أملاكها الزمنية، أي المادية، وحقوقها والتزاماتها
الإقطاعية مما يجلل بالعار كل (مسيحي) متمسك بدينه، وسخرية تلوكها ألسنة الخارجين
على الدين ومصدراً للجدل والعنف بين الأباطرة والباباوات".
* الأوقاف:كانت الكنيسة تملك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية باعتبارها "
أوقافاً" للكنيسة بدعوى أنها تصرف عائداتها على سكان الأديرة وبناء الكنائس وتجهيز
الحروب الصليبية، إلا أنها أسرفت في تملك الأوقاف حتى وصلت نسبة أراضي الكنيسة في
بعض الدول درجة لا تكاد تصدق، وقد قال المصلح الكنسي (ويكلف) وهو من أوائل
المصلحين: "إن الكنيسة تملك 3/1 أراضي إنجلترا وتأخذ الضرائب الباهظة من الباقي،
وطالب بإلغاء هذه الأوقاف واتهم رجال الدين بأنهم "أتباع قياصرة لا أتباع الله".
* العشور:فرضت الكنيسة على كل أبتاعها ضريبة "العشور" وبفضلها كانت الكنيسة تضمن
الحصول على عشر ما تغله الأراضي الزراعية والإقطاعيات، وعشر ما يحصل عليه المهنيون
وأرباب الحرف غير الفلاحين. يقول ويلز: "وكانت الكنيسة تجبي الضرائب ولم يكن لها
ممتلكات فسيحة ولا دخل عظيم من الرسوم فحسب، بل فرضت ضريبة العشور على رعاياها،
وهي لم تدع إلى هذا الأمر بل طالبت به كحق".
* ضريبة السنة الأولى:لم تشبع الأوقاف والعشور نهم الكنيسة الجائع وجشعها البالغ بل
ظلت ترهق كاهل رعاياها بالرسوم والضرائب الأخرى، ولما تولى البابا حنا الثاني
والعشرين جاء ببدعة جديدة هي "ضريبة السنة الأولي" وهى مجموعة الدخل السنوي الأول
لوظيفة من الوظائف الدينية أو الإقطاعية، تُدفع للكنيسة بصفة إجبارية، وبذلك ضمنت
الكنيسة مورداً مالياً جديداً.
* الهبات والعطايا:كانت الكنيسة تحظى بالكثير من الهبات يقدمها الأثرياء الإقطاعيون
للتملق والرياء أو يهديها البعض بدافع الإحسان والصدقة، كما أنهم كانوا يخشون
غائلة غضب الكنيسة بحرمانهم من المغفرة عند الاحتضار على الأقل. وقد قويت هذه
الدوافع بعد مهزلة صكوك الغفران إذ انهالت التبرعات على الكنيسة وتضخمت ثروات
رجال الدين كما أسلفنا.
* العمل المجاني "السخرة":لم تقتنع الكنيسة ورجال الدين بامتلاك الإقطاعيات برقيقها
بل أرغمت أتباعها على العمل المجاني في حقولها وفي مشروعاتها، لا سيما بناء
الكنائس والأضرحة، وكان على الناس أن يرضخوا لأوامرها ويعملون بالمجان لمصلحتها مدة
محددة هي في الغالب يوماً واحداً في الأسبوع ولا ينالون مقابل ذلك جزاءً ولا شكوراً.
* المواسم المقدسة والمهرجانات الكنسية:التي كانت تدر الأموال الطائلة على رجال
الكنيسة، فمثلاً "في سنة 1300م عقد مهرجان لليوبيل واجتمع له جمهور حاشد من الحجاج
في روما بلغ من انهيال المال إلى خزائن البابوية أن ظل موظفان يجمعان بالمجاريف
الهبات التي وضعت عند قبر القديس بطرس".
وهكذا كانت الجماهير ترزح تحت أثقال الكنيسة وأعبائها المالية المرهقة، وكان
الملوك والأباطرة ورجال الدين الصغار يحسون بذلك أيضاً ولم يكن في وسع أحد أن يرفض
شيئاً من ذلك، فالشعب خاضع تلقائياً لسطوتها، والملوك كانوا يخشون بأسها من جهة كما
كانت بينهما مصالح مشتركة من جهة أخرى، إذ كانت الكنيسة تمدهم بأسباب البقاء،
ولكنهم كانوا يتحينون الفرصة لإعلان احتجاجهم. يقول تولستوي :"لقد استولى حب السلطة
على قلوب رجال الكنيسة كما هو مستول في نفوس رجال الحكومات، وصار رجال الدين
يسعون لتوطيد سلطة الكنائس من جهة ويساعدون الحكومات على توطيد سلطتها من جهة
أخرى". إذن فمصلحة السلطتين تقتضي بقاء الأوضاع على صورتها الواقعة.
4ـ الصراع بين الكنيسة والعلم:
بما أن الدين بصبغته الإلهية النقية لم يدخل المعركة في أوروبا العصور الوسطى،
فإن الأصح أن نسمي ما حدث في الغرب صراعاً بين الكنيسة
والعلم وليس بين الدين والعلم. وقد كان الصراع نتيجة خطأين فادحين ارتكبتهما الكنسية:
* أحدهما:تحريف حقائق الوحي الإلهي وخلطها بكلام البشر، والخرافات الوثنية
والمعلومات البشرية التي جعلتها الكنيسة عقائد إلهية تدخل في صلب الدين وصميمه،
وعدت الكفر بها كفراً بالوحي والدين.
* والآخر:فرض الوصاية الطاغية على ما ليس داخلاً في دائرة اختصاصها، وحاسبت الناس لا
على معتقدات قلوبهم فحسب، بل على نتائج قرائحهم وبنات أفكارهم.
فكانت النهاية ثورة الشعوب على رجال الدين و اعلان الحرب على الكنيسة و على
الدجالين الذين حرموهم من حقهم في العيش بسلام .
* أحدهما:تحريف حقائق الوحي الإلهي وخلطها بكلام البشر، والخرافات الوثنية
والمعلومات البشرية التي جعلتها الكنيسة عقائد إلهية تدخل في صلب الدين وصميمه،
وعدت الكفر بها كفراً بالوحي والدين.
* والآخر:فرض الوصاية الطاغية على ما ليس داخلاً في دائرة اختصاصها، وحاسبت الناس لا
على معتقدات قلوبهم فحسب، بل على نتائج قرائحهم وبنات أفكارهم.
فكانت النهاية ثورة الشعوب على رجال الدين و اعلان الحرب على الكنيسة و على
الدجالين الذين حرموهم من حقهم في العيش بسلام .
الاسلام والايدلوجية السياسية :
تفعيل الخطاب الديني :
على نفس النهج نرى ذلك واضحا بعد ظهور الدولة السعودية وظهر مايسمى بحركات
التجديد الذي مزج بالطابع السياسي و نظرا لتعدد القبائل و اختلافهم على امتداد
الجزيرة العربية وحين يصدر الملك اوامره كان لا بد ان يتم اعادة صياغة هذه الاوامر
كخطاب ديني يجمع هذه القبائل جمع سلطوي تقضي بتنفيذ الاوامر الصادرة من الديوان
الملكي و تشريع قوانين مغلفة دينيا بإسم الشريعة الاسلامية . وبقى هذا الحال الى
حاضرنا حيث يقبع خلف الملك حاشية تشرع ما يقضيه الملك .. الا ان الحال اصبح مرعبا
في الاونة الاخيرة بعد ان كون نظام دولة ال سعود حركات مدعومة عسكريا قد كان يتم
استخدامها لتنفيذ مهام قتالية تخدم المصلحة السياسية للدولة . وسرعان ما توسعت
هذه القوة و انتشرت بمسميات جهادية لنصرة الدين . و اصبحت قوات لايستهان بها في و
اعيد النظر بشأنها ماذا شكلت تهديدا للحاكم . فأصبح الخوف من رجال الدين الذين
لهم الثقل والتأثير الاكبر على تلك الجماعات لينتهي بهم الحال الى سجون المملكة لاخراسهم و البعض
التجديد الذي مزج بالطابع السياسي و نظرا لتعدد القبائل و اختلافهم على امتداد
الجزيرة العربية وحين يصدر الملك اوامره كان لا بد ان يتم اعادة صياغة هذه الاوامر
كخطاب ديني يجمع هذه القبائل جمع سلطوي تقضي بتنفيذ الاوامر الصادرة من الديوان
الملكي و تشريع قوانين مغلفة دينيا بإسم الشريعة الاسلامية . وبقى هذا الحال الى
حاضرنا حيث يقبع خلف الملك حاشية تشرع ما يقضيه الملك .. الا ان الحال اصبح مرعبا
في الاونة الاخيرة بعد ان كون نظام دولة ال سعود حركات مدعومة عسكريا قد كان يتم
استخدامها لتنفيذ مهام قتالية تخدم المصلحة السياسية للدولة . وسرعان ما توسعت
هذه القوة و انتشرت بمسميات جهادية لنصرة الدين . و اصبحت قوات لايستهان بها في و
اعيد النظر بشأنها ماذا شكلت تهديدا للحاكم . فأصبح الخوف من رجال الدين الذين
لهم الثقل والتأثير الاكبر على تلك الجماعات لينتهي بهم الحال الى سجون المملكة لاخراسهم و البعض
لا يزال في دائرة الملك سماعا مطيعا يكمل مهمته بالاتجار باسم الدين.
وبرغم الاجواء المختلفة التي هيئها حكام السعودية و الانفتاح الغير مبالي بالاحكام التي كانت
تشمل حتى سماع الاغاني او لعب ورق الطاولة التي حرمها اسلاف اولئك العلماء .
والذين اصبحو هم انفسهم يحللون ما حرمه الاسلام بالفعل بالملاهي و حفلات الاختلاط الماجن
بل وتحليل المشروبات المحرمة بحجة انها من المشروبات الحلال.
وهكذا نرى اي قرار في السعودية يخالف الدين والشريعة يتم اعداد مبرر ديني له .
بل ان القرارات التي تخالف جميع الشرائع والديانات السماوية و حقوق الانسان اصبح لها
وهكذا نرى اي قرار في السعودية يخالف الدين والشريعة يتم اعداد مبرر ديني له .
بل ان القرارات التي تخالف جميع الشرائع والديانات السماوية و حقوق الانسان اصبح لها
مبررات دينية اسلامية ليفتح الباب للمتصيدين بالطعن في الدين الاسلامي ليتم ادلجته بدين الارهاب ..
وكنتيجة لا يخفى ان الكثير من الشباب السعودي رأى الالحاد هو الملاذ الوحيد من جور
وكنتيجة لا يخفى ان الكثير من الشباب السعودي رأى الالحاد هو الملاذ الوحيد من جور
ما زرعه التناقض الغريب في عقولهم مابين الغلو و التطرف الى الانفتاح المباح والمخالفة بأحكام الدين .






